القائمة الرئيسية

الصفحات

في مجتمعنا الخلاف في الرأي يفسد للود قضية !.

2020-05-20 -أ. سكفان توري
فعندما تطرح قضية معينة على طاولة النقاش فلكل منا وجهة نظره أو رأيه أو انطباعه الشخصي حول الموضوع المطروح . أو تلك الحالة أو المسألة التي تناقش . فالاختلاف موجود منذ نشأة الخلق  إلى يومنا هذا وهو سنة كونية وطبيعة بشرية .  حيث لا يمكن جمع الناس على كلمة واحدة أو فكر واحد او فلسفة واحدة أو ايديولوجية واحدة أو دين او مذهب واحد أو رأي واحد . فلكل منا وجهة نظر أو رأي خاص به . قد يتطابق مع الاخرين أو قد يختلف وهذا أمر طبيعي . بغض النظر عن صحة هذا الرأي أو عدم صحته . فهو بالأخير يرجع لقناعات شخصية تتمركز في فكر وعقل هذا الشخص .
يجب أن نتعلم ونقبل اختلاف الآراء أمر طبيعي بين البشر ويحدث حتى داخل العائلة الواحده  .

فقط في ثقافتنا نحن الشرقيين يتحول اختلاف الرأي الى مشاجرة كلامية وأحيانا إلى عراك بالايدي مشحون بالانفعال الذي يقود إلى الإحباط والتشنج . وتصل الأمور الى النقد اللاذع والتهجم على صاحب الرسالة والحد من وجهات نظره .
ف بمجرد ما ان تختلف مع أحد في الرأي تجد أن الخلاف اتخذ شكلا آخر ومنحنى آخر ابتعد عن الموضوعية إلى الشخصنة . فلم يعد خلاف واختلاف بين رأي ورأي . بل أصبح خلافا واختلافا بين شخص وشخص ويتحول الأمر إلى محاول إقصاء الآخر وإهانته  و و و الخ. بل يصل الأمر إلى حد الشتيمة والقطيعة والاتهام بالعمالة والتخوين  .

حسب قرآتي من أكبر الأكاذيب التي نعيشها يوميا أننا نخدع أنفسنا بتكرار عبارة  .(اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ). بينما في الحقيقة والواقع ليس كذلك بل المختلفين يستخدمون كافة الأسلحة من الكلام البزيء الغير لائق إلى التهديد  .

حتى نتقبل البعض بروح حضاري علينا أن نشر ثقافة الحوار بأسلوب راق ونروض فكرنا وأنفسنا عليها كي نتقبلها عن رضا وقناعة . وأن يكون نقاشنا موضوعيا بدون أن نتعرض لخصومنا باتهام أو إهانة .
قواعد وأسس الحوار البناء .
لابد أن تكون الأفكار والآراء المطروحة في الحوار مبنية على أسس سليمة ومستندة إلى أدلة وحجج قويمة ودراية حول الموضوع المطروح . تعين في الدفاع والصمود على تلك الآراء بكل ثقة . بأن يتوفر لدى صاحبها حجج وبراهين مقنعة وأدلة دامغة على صحة رأيه . لذلك يلزم عدم التسرع في طرح الآراء دون دراسة دقيقة وموضوعية . وأن لا يكون طرح الأفكار بغير علم ولمجرد الكلام فقط . دون منطق سليم . والالتزام بالموضوعية في النقاش بعيدا الانحيازية . 

إن الالتزام بهذه الأسس والقواعد كفيل لارتقاء الفرد في حواراته مع الآخرين ليعود بالخير والنفع على الفرد نفسه وعلى المجتمع بصورة عامة .

كم أتمنى ألا يفسد الخلاف للود قضية في مجتمعنا  .
لكن مع كل الأسف نحن الكورد لسنا افضل من غيرنا . والدليل الخلاف يفسد للود قضية لدى معظم الفرقاء و المخالفين لحد تهمة العمالة والخيانة  !!.
السؤال التي تطرح نفسه . متى نحن الكورد نقتنع عن قناعة  بأن الاختلاف في الرأي ... لا يفسد للود قضية .

نبضات فكرية و ثقافية 

تعليقات